«أنا إنسان بسيط وربنا كرمني.. جريت ورا الأتوبيسات وركبت الميكروباص، وزوغت من الكمسري، وماليش في السهر، وحياتي هي كرة القدم.
تطاردني الشائعات وينقذني القدر، وأسامح من أخطأ في حقي، لأنني لا أحب المشاكل.
إنه حسن مصطفي مكوك وسط الأهلي «أبوقلب حديد».
في هذا الحوار تحدث بصراحة عن كل شيء.
* في البداية متي علمت بوجود قصور في قلبك؟
- الموضوع كان بسيطاً جداً، الفحوصات التي أجريتها مع الفريق أوضحت أن قلبي يعاني من انخفاض في كهرباء القلب، لكن الصحف ضخمت الأمور، وتناقلت أخباراً غير صحيحة، وشعرت بأنني أعاني من أزمة كبيرة، لكن إيماني بالله ودعاء والدتي وزوجتي سينقذانني من أي أذي، وربنا كرمني عندما تأكدت من سلامة قلبي في القاهرة قبل السفر إلي فرنسا، لكن الجماهير انتباتها حالة من القلق، والكل يعلم أن لاعب نيجيريا «كانو» قام بتغيير صمام في القلب ومارس حياته بشكل عادي، ولكن المشكلة أن التهويل دون علم أقلق الناس وأزعجني، وأنتابتني وساوس لخوفي الشديد من الابتعاد عن الملاعب في هذا التوقيت.
* متي اكتشفت الأزمة؟
- بصراحة أنا دائم الاطمئنان علي نفسي مع الأهلي والمنتخب، ودائماً ما أحصل علي تقدير المدربين، بسبب قوتي البدنية وتأدية الاختبارات الطبية بشكل لائق، وهو ما يزيد من مجهودي في الملعب ويميزني عن غيري، ولكن مع بداية الموسم تلقيت تحذيراً طبياً حول شكوك الأطباء من انخفاض كهرباء القلب، وقمت علي الفور بإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة، واستعدت ثقتي بنفسي بعد تأكيد الخبراء المصريين سلامتي، وبعدها طلبت من مانويل جوزيه المدير الفني للفريق ضرورة السفر للخارج للاطمئنان علي حالتي، ووافق جوزيه علي الفور، وطلب من لجنة الكرة سفري في أسرع وقت، وعرضوا علي السفر لأي دولة أوروبية، وعرفت أن قياس كهرباء القلب متقدم في فرنسا عن أي دولة أوروبية أخري.
* رغم أنك اطمأننت علي حالتك الصحية قبل السفر إلي فرنسا لكن الشائعات لم تتوقف حتي عودتك؟
- بصراحة لا أعرف لماذا طاردتني الشائعات، فقد كنت أتدرب في الملعب، وقرأت الجرائد ووجدت في إحداها أنني مريض ومحجوز في المستشفي برفقة وكيل أعمالي وأطالب أصحاب الأقلام بأن يراعوا ضمائرهم ويكتبوا الحقيقة ويبلغوا الناس بما يحدث في الواقع، وهو أن حسن مصطفي يعاني من انخفاض في كهرباء القلب، ولكن البعض يبحث عن الإثارة والتشويق والبيع واستغلال أمور شخصية للتربح منها، وهو أمر لا يليق لأن هناك مشاعر أسرة وجماهير وزوجة وأولاد ويجب وضعها في الاعتبار، كما قرأت عن أن جوزيه طردني من الملعب وأنه لا يريدني، وأنني ممنوع من التدريب، وأنني متخلف عن التدريبات، والحقيقة أنني كنت أخضع للفحوصات، والتحضير للسفر بعلم الجهاز الفني.
* وما حقيقة الخلاف مع جوزيه، وهل لديك مشاكل مع الجهاز الفني؟
- أولاً جوزيه أحتضنني كما فعل أبي عند عودتي من فرنسا، وهنأني بالعودة وقال لي.. إنه سعيد جد لتأكده من سلامتي، والرجل في الحقيقة يعاملني بشكل جيداً منذ عودتي من الإعارة لنادي الوحدة السعودي، والدليل أنه أشركني عند العودة في لقاء السوبر أمام الزمالك، وهو ما ينفي أي خلاف ويؤكد اعتماده علي وثقته في قدراتي.
* وما حقيقة مقاضاتك لمروجي الشائعات؟
- لا أخفي سراً عليكم في البداية قررت أن أقاضي الصحف التي تروج الشائعات ضدي، وذلك قبل السفر إلي فرنسا، لكنني كما قلت لا أحب المشاكل، وعند عودتي نصحني زملائي ووكيل أعمالي ووالدي بعدم الدخول في مهاترات وصراعات شخصية مع أحد والتركيز مع الفريق، ويكفيني أنهم ظهروا علي حقيقتهم أمام الجميع، فأنا إنسان لا أسعي للمشاكل وحياتي روتينية من البيت للنادي، والعكس، وزيارات عائلية فقط «وماليش في السهر».
* ولماذا أصررت علي السفر إلي فرنسا رغم التأكد من سلامتك؟
- رغم تأكدي انتابني شعور بالخوف، وأنا مواطن بسيط للغاية.. وأصدقائي من إمبابة والوراق، وعشت حياة أقل من البسيطة، وربنا كرمني بالكرة، بعد أن كنت أحلم أن أركب تاكسي، وكنت دائم الجري وراء الأتوبيسات والتعلق بأبوابها والتزاحم في الميكروباص وواخد علي «الشحططة» والجري والشقاوة والتزويغ من الكمسري، المراد أنني أعرف جيداً شعور الناس البسيطة وخوفها علي ولاد بلدها وجيرانها، «وكان لازم أسافر لأطمئن، وأطمئن أهلي البسطاء وجيراني والناس كلها»، لأن البعض يري أن الحديث عن أمراض القلب به خطورة كبيرة، وأنا عارف الناس دي بتفكر إزاي وكان لزاماً علي أن أشعر بالراحة بينهم وأري في أعينهم الطمأنينة.
* قبل التأكد من الشفاء ماذا دار بذهنك؟
- بصراحة فكرت في قرب اعتزالي وحرماني من الكرة التي أعشقها وأتنفسها، والتي كانت سبب سعادتي ومصدر رزق وكرامة لأهلي، ومازال عمري ٢٧ عاماً وأبحث عن التألق رغم رضائي التام عما قدمته للمنتخب والأهلي، كما شعرت بالخوف علي مستقبلي الذي كافحت من أجله، لكنني دائماً أؤمن بأن قدر الله رحيم..
وأدعو ربي دائماً أن يجعلني أعيش حياة كريمة بغض النظر عن النجومية والشهرة التي أحياناً تؤذي أكثر مما تفيد، ولا أخفي مشاعري عندما شاهدت الخوف في عيون والدي ووالدتي وأسرتي وزوجتي التي أعانتني علي التحمل، وكان واجباً علي أن أطمئن أسرتي لأنتزع الخوف من قلوبهم، وأتحمل أنا مرارة الموقف وحيداً حتي موعد التأكد من الشفاء.
* تواصلاً مع الشائعات هل طلبت الرحيل من الأهلي؟
ـ أولاً ما يتردد بشأن مشاكل مع الجهاز الفني فإنه لا يوجد علي أرض الواقع وعلاقتي بالجهاز الفني وجوزيه علي ما يرام والمدير الفني للفريق يعاملني باحترام وجاءت عدم مشاركتي في الآونة الأخيرة للظروف الحالية التي جعلت الكل يتهم ويروج دون الرجوع إلي.
* وهل هددت بالرحيل لخروجك من القائمة الأفريقية؟
- لم أهدد بالرحيل، ولكني علمت أنني لن أشارك بصفة مستمرة لأنني لم أقيد أفريقيا لحاجة الفريق إلي التدعيم في مراكز معينة، ولم أطلب الرحيل، وقرأت بنفسي أن جوزيه لا يرغب في استمراري مع الفريق، وهو أمر غير منطقي، والدليل أن جوزيه نفسه كان أكثر المتحمسين لسفري للاطمئنان علي قلبي، وأنا أعلم أنني لن أشارك حتي لو لم أمر بهذه الظروف، لأنه من الطبيعي تثبيت التشكيل، والمشاركة باللاعبين المسجلين في القائمة الأفريقية، وسأنتظر حتي نهاية البطولة لتحديد مصيري، والحقيقة أنني أنتظر عرضاً جاداً من نادي اتحاد جدة السعودي في يناير المقبل، وسأترك الأمر لإدارة الأهلي والجهاز الفني للفريق، فإذا أرادوا استمراري فلن أرحل، وإذا وافقوا علي انتقالي للاتحاد فسأقول لهم شكراً.
* ولماذا لم تستمر مع الوحدة السعودي؟
- في الحقيقة نادي الوحدة لم يكن جاداً في مفاوضاته الثانية، بعد العودة رغم راحتي وتأقلمي السريع وتألقي مع الفريق، لأن الجهاز الفني تغير فضلاً عن حدوث تغيير في بعض أعضاء مجلس الإدارة، وبالتالي لم تثمر المفاوضات عن نتائج إيجابية لخلاف مادي، وشعوري بعدم الجدية.
* متي ستصبح جاهزاً للمشاركة.. وهل تري أنك قادر علي العودة لصفوف المنتخب؟
- أولاً أحتاج أسبوعين لاستعادة لياقتي البدنية ثم العودة للتدريب وانتظار المشاركة عقب البطولة الأفريقية، وأثق في وجودي كأساسي مع الفريق، وبعدها أري أن عودتي للمنتخب ستكون منطقية، ولا تنس أنني أمتلك البديل وفرصتي قائمة في الدوري السعودي.
* إذن أنت تنوي العودة للدوري السعودي؟
- هذا يتوقف علي إدارة الأهلي، وإذا وافق الجهاز فسأرحل، وأحب أن أوضح أن اللاعب يتأثر بمن حوله، فمن الطبيعي أن يتألق اللاعب إذا شعر بارتياح نفسي، والعكس إذا شعر بالتجاهل.
* وكيف تري موقف الأهلي في الدوري؟
- الدوري هذا الموسم صعب للغاية، والفرق كلها تتنافس وبتروجيت والإسماعيلي من الفرق الجيدة، فضلاً عن الزمالك الذي يسير بخطي جيدة هذا الموسم، وانشغال لاعبي الأهلي بالتركيز في البطولة الأفريقية في البداية انعكس علي النتائج.
* وماذا عن البطولة الأفريقية؟
- انتابتني حالة من القلق علي الفريق بالتعادل مع أنيمبا، لكني أثق في قدرة زملائي علي التأهل للنهائي، وأري أن جميع اللاعبين يضعون نصب أعينهم السفر لليابان ومحو هزيمة النجم الساحلي، ومازلت أؤكد أن لقاء أنيمبا بالقاهرة سيكون صعباً للغاية.
